حقائق يجب عليك معرفتها عن البدانة

البدانة أو السُمنة هي اضطراب مُعقد يتسبب بوجود كمية زائدة من دهون الجسم، وليست البدانة مجرد قلق حيال الشكل الخارجي، بل أنها مبعث قلق على الصحة أيضاً كونها قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض، والمشاكل الصحية، مثل أمراض القلب، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم. والبدانة المفرطة تعني احتمال تعرضك بشكل خاص للمشاكل الصحية المرتبطة بزيادة الوزن.

مؤشر كتلة الجسم أفضل مُحدد للسمنة، ومن خلاله يُحدد طول ووزن الشخص مؤشر كتلة جسمه. 

عوامل حياتية وجينية تقف وراء الاصابة بالبدانة
عوامل حياتية وجينية تقف وراء الاصابة بالبدانة

يساوي مؤشر كتلة الجسم (BMI) وزن الشخص بالكيلوغرام مقسوماً على طوله بالأمتار المربعة، ونظراً لأن مؤشر كتلة الجسم يصف وزن الجسم بالنسبة إلى الطول، هناك علاقة قوية مع إجمالي محتوى الدهون في الجسم لدى البالغين. فالشخص البالغ الذي لديه مؤشر كتلة الجسم من 25 إلى 29.9 يعاني من زيادة الوزن، والشخص الذي لديه مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30 يعاني من البدانة المفرطة، أما الشخص الذي لديه مؤشر كتلة الجسم من 18.5-24.9 فلديه وزن طبيعي. ويكون الشخص مصاباً بالسمنة المفرطة إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديه أكثر من 40.

وفي تصريح له، قال الدكتور هانز كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا بأن البدانة مشكلة لا تقتصر على دول دون غيرها، مشيراً إلى أن مستوى البدانة في أوروبا بلغ مستويات وبائية خطيرة. إلا أن تصريحه شمل نطاقاً أوسع، خصوصاً مع تصنيف دولة الإمارات ضمن قائمة أكثر 40 دولة تعاني من البدانة في العالم.

وتقول الدكتورة ريتا نوار، المديرة الطبية في WEMA Health، أن الباحثين والعلماء والمتخصين بالرعاية الصحية حول العالم لطالما درسوا مشكلة البدانة والعلاقة بين الوزن الصحي ووظائف الجسم. ومن الجلي أن هذه الحالة المُزمنة تؤثر على جودة حياة الأفراد، وتنعكس تأثيراتها على جميع وظائف الجسم، من الوظائف التنفسية والقدرة على الإنجاب إلى الأنشطة الدماغية، مثل الذاكرة وحتى المزاج. والأهم من ذلك، أنه لا يمكن معرفة العوامل المُسببة لهذا المرض المُعقد بالكامل، ولا يمكن حصرها بالنظام الغذائي غير الصحي وعدم ممارسة النشاط البدني.

عوامل عدة وراء الإصابة بالبدانة

طرق علاجية وحياتية للبدانة التي تتسبب بامراض خطيرة كالسكري
طرق علاجية وحياتية للبدانة التي تتسبب بامراض خطيرة كالسكري

تُعد البدانة مرضاً مزمناً انتكاسياً متعدد العوامل والأسباب، ينتج عن تداخل مجموعة من العوامل الجينية واللاجينية مع البيئة والضغوطات والعوامل الاجتماعية والثقافية التي تُسبب سلوكيات غذائية غير صحية تؤدي بدورها إلى زيادة الوزن. 

وعلى الرغم من توثيق هذه العوامل بشكل واسع، لكن غالباً ما يتم تجاهل أو إغفال مشكلات الإستقلاب وتأثير الهرمونات. فلا يتوقف التحكم بالوزن أو خسارته على قوة الإرادة، إذ أنه مشكلة استقلابية يتطلب حلها منهجية متكاملة. وتتعلق عملية الإستقلاب بنوع الطعام الذي يتم تناوله، بالإضافة إلى مستويات الطاقة والتوتر، والصحة العاطفية، وعادات النوم. وينبغي ضبط جميع هذه العوامل، التي تُعد بنفس الدرجة من الأهمية، لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من البدانة على تحقيق خسارة الوزن المطلوبة.

فضلاً عن ذلك، يحمل النسيج الدهني في الجسم فوائد كبيرة، إذ يُعتبر ضرورياً لمد الجسم بالطاقة، والمساعدة في امتصاص العناصر الغذائية، والإستجابة المناعية، والحفاظ على حرارة الجسم، وضبط حساسية الأنسولين. ويمكن أن ينتج عن أي خلل في وظائفه آثار استقلابية سلبية وتبعات على القلب والأوعية الدموية، كانخفاض حساسية الأنسولين وارتفاع ضغط الدم، وغيرها الكثير. لذا من الضروري الحفاظ على صحة الأنسجة الدهنية والسعي لتحسين الصحة العامة للجسم.

ويؤكد ذلك كله، بالإضافة إلى وصول معدل البدانة في دولة الإمارات إلى 35% تقريباً، ضرورة البحث عن حلول طبية شاملة للتخلص من هذا الوباء بفعالية على المدى الطويل. ويشمل تأثير البدانة مجمل صحة الإنسان وجوانب حياته، لذا يجب استخدام حلول متعددة الجوانب لعلاج هذا المرض المعقد وتحسين حياة المرضى وصحتهم، تضيف الدكتورة نوار.

طرق علاج البدانة

مؤشر كتلة الجسم افضل طريقة لتحديد الاصابة بالبدانة
مؤشر كتلة الجسم افضل طريقة لتحديد الاصابة بالبدانة

يتركز علاج البدانة بالمقام الأول على معرفة الاسباب المؤدية له، ومن ثم يتم وصف العلاج المناسب والذي يتركز بشكل اساسي على اتباع حمية غذائية معينة وممارسة الرياضة. أما في حال كان السبب وراثياً، فيتم علاجه بواسطة الأدوية، وكذلك في حال خلل عمل الغدة الدرقية.

وهناك بالطبع التدخل الجراحي الذي يتمثل بأشكل عديدة منها البالون أو قص المعدة المعروف بالتكميم، إضافة إلى العلاج النفسي للتخلص من الأسباب النفسية التي تؤدي لكثرة تناول الطعام.